«حرض» نموذج لجيل المستقبل من معامل الزيت والغاز في العالم

«حرض» نموذج لجيل المستقبل من معامل الزيت والغاز في العالم
مليون برميل من الزيت الخام يومياً تمد العالم بالوقود



يـعد مشـروع تطويـر الغـاز الطبيعـي والزيـت في حرض التابع لأرامكو السعودية نموذجاً للجيل المستقبلي
من معامل الزيت والغاز في العالم، حيث تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يوم الأحد 26 ذي القعدة 1424هـ الموافق 18يناير 2004م ( كان حفظه الله وليا للعهد ) ، بإدارة مقبض تشغيل المعامل إيذاناً ببدء تشغيل المشروع الرسمي لمشروع تطوير الغاز الطبيعي والزيت في حرض التابع لشركة ارامكو السعودية.ويعد معمل الغاز الطبيعي في حرض المعمل الثاني لأرامكو ويقوم بمعالجة الغاز غير المرافق للزيت حيث صمم لمعالجة 1.6 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم من مزيج خام من الغاز. والمعمل الجديد يزود شبكة الغاز الرئيسية بكمية تبلغ 1.5 مليار قدم مكعبة قياسية من غاز البيع ويخدم المشروع العديد من الاحتياجات التنموية وحركة التصنيع في المملكة بما فيها 10 مجمعات صناعية في الرياض والجبيل وينبع. وينتج المعمل نحو 170 ألف برميل من المكثفات في اليوم حيث يتم نقلها إلى معامل بقيق عن طريق خط أنابيب كما يقوم المعمل بمعالجة 90 طناً مترياً من الكبريت في اليوم حيث يزال منه الغاز وينقل إلى معمل الغاز في بري وعندما يتم تفريغ الكمية تضخ إلى معمل تحويل الكبريت إلى حبيبات في المجمع الصناعي في الجبيل للتصدير، وبهذا انضم معمل حرض إلى مشروع غاز الحوية الذي دشنه خادم الحرمين الشريفين في أواخر 2002 ضمن شبكة آبار مترابطة تغذيها 87 بئر غاز عميقة، والمشروعات الأخرى ذات العلاقة بالنفط والغاز.وأكد المهندس علي بن إبراهيم النعيمي، وزير البترول والثروة المعدنية، رئيس مجلس ادارة ارامكو السعودية، أن المملكة تمتلك كميات كبيرة من الزيت والغاز الطبيعي، وتنتجهما بتكلفة تعد من بين الأقل في العالم، وأن التصرف الاقتصادي السليم هو استغلال هذه الميزة النسبية عن طريق جذب وتشجيع استثمارات لصناعات مرتبطة بالزيت والغاز، والصناعات التي تستخدم الطاقة البترولية بكثافة عالية، وأن هذين الأمرين هما، بالفعل، جزء من استراتيجيتي المملكة للزيت والغاز التي نسعى لتطبيقها بكل جهد في إطار المناخ الاستثماري الجديد في المملكة، مشيرا إلى انه سيتم التركيز والتوسع في هذا النوع من المشروعات في السنوات القادمة.
منظومة تنموية
من جانبه أكد الأستاذ عبدالله بن صالح بن جمعة رئيس أرامكو السعودية كبير إدارييها التنفيذيين أن مشروع تطوير الغاز الطبيعي والزيت في حرض هو منظومة تنموية متكاملة، ويتكون بشكل رئيسي، من معمل غاز عملاق يمكنه يومياً معالجة بليون وستمائة ألف قدم مكعبة قياسية يوميا من الغاز الطبيعي غير المصاحب، ومائة وسبعين ألف برميل من المكثفات يومياً، وإنتاج تسعين طناً مترياً من الكبريت الخام. ويضم المشروع كذلك معملاً متطوراً لفرز الغاز من الزيت، هو معمل حرض رقم اثنين، ويمكن لهذا المعمل أن يعالج ثلاثمائة ألف برميل من الزيت الخام العربي الخفيف، وحوالي مائة وثلاثين مليون قدم مكعبة من الغاز المصاحب لإنتاج الزيت الخام. كما أشار الاستاذ عبدالله جمعة في كلمته إلى اعتزاز السواعد الوطنية التي كان لها دور رائد في إنجاز هذا المشروع الحيوي بمستويات قياسية من حيث الجودة والتميز. وقد أدى المشروع إلى زيادة طاقة معالجة الغاز في المملكة إلى تسعة بلايين قدم مكعبة قياسية من الغاز يوميا وإلى رفع طاقة إنتاج غاز البيع الى 7 بلايين قدم مكعبة في اليوم، مؤكداً أن هذه الطاقة الإنتاجية تمكن من الوفاء باحتياجات بلادنا الحالية والمتوقعة.
أثمن الثروات
وأضاف: إن هذا المشروع مكّن من الاستمرار في استغلال واحدة من أثمن الثروات البترولية، ألا وهي المكثفات ذات القيمة الاقتصادية المرتفعة، حيث ينقل انتاج مشروع حرض من المكثفات، عبر بقيق، إلى مصفاة رأس تنورة لتكريره وتجزئته الى منتجات بترولية عالية الجودة تسهم في تغطية الاحتياجات المتنامية للسوق المحلية من أنواع الوقود المختلفة كالديزل والبنزين. وأوضح الأستاذ عبدالله جمعة ان مزايا هذا المشروع أثمرت في زيادة طاقة التكرير في مصفاة رأس تنورة من حوالي ثلاثمائة وأربعين ألف برميل في اليوم إلى ما يزيد على نصف مليون برميل يومياً. كما نوه رئيس أرامكو السعودية بالجهود المتواصلة التي تبذلها الشركة في سبيل توفير احتياجات القطاع الصناعي من الغاز، وأشار الى أنه بعد اكمال مشروع حرض، ومن قبله مشروع الحوية والتوسعات التي أجريت لشبكة الغاز الرئيسية، تم ايصال امدادات غاز البيع الى المنشآت الصناعية في مناطق الاستهلاك الرئيسية كالرياض وينبع، وذلك في اطار تلبية الطلب الوطني المتزايد على الغاز وقوداً أو مادة خاما. كما عبر عبدالله جمعة عن اعتزازه بالدور المتميز للقطاع الخاص السعودي في إنجاز هذا المشروع حيث أنجز أعمالا تزيد قيمتها الإجمالية على 2.5 بليون ريال شملت أعمالاً هندسية وانشائية وتصنيع وتوريد مواد للمشروع. وعن المستقبل المتعلق بتطوير أعمال الزيت والغاز في حرض أشار عبدالله جمعة الى ان حرض بحلول عام 2006 أصبح مصدرا يمد العالم بنحو مليون برميل من الزيت الخام يومياً، وهو رقم يفوق انتاج العديد من الدول البترولية، بالإضافة الى كونها مصدراً حيوياً للغاز الطبيعي والمكثفات الضرورية لإمداد الوطن بالطاقة.
الإنشاء
ويتكون مشروع حرض من معمل غاز حرض ومعمل فرز الغاز من الزيت (يسمى معمل فرز الغاز من الزيت رقم 2)، ويقع المشروع على مسافة 280 كيلومتراً تقريباً جنوب المقر الرئيس لأرامكو السعودية في الظهران.
بدأ العمل في المشروع في شهر ديسمبر 2000م.
بدأ تشغيل المشروع، بما في ذلك معمل الغاز ومعمل الفرز رقم 2 قبل الموعد المقرر بنحو 5أشهر وبتكلفة تقل بنحو 20% عن الميزانية المعتمدة.
بلغ عدد العاملين في ذروة الأعمال الإنشائية للمشروع 11.500موظف ينتمون إلى 36جنسية.
اعتمدت أرامكو السعودية على الموارد السعودية في مشروع حرض كلما أمكن، بما في ذلك:
- الأعمال الهندسية نحو 94 مليون ريال سعودي.
- مقاولو الإنشاءات نحو 1275مليون ريال سعودي.
- المواد المصنعة محلياً نحو 1200مليون ريال سعودي.
- شملت أعمال الإنشاء:
- 100ألف متر مكعب من الخرسانة.
- 22ألف طن من حديد التسليح.
- 410 آلاف وصلة لحام.
- 4 آلاف كيلو متر كوابل.
- 540 كيلومتراً من أنابيب المعمل.
- 750 كيلومتراً من الأنابيب الطولية يتراوح قطرها ما بين 18و 56بوصة.
على الرغم من اتساع نطاق العمل في مشروع حرض العملاق فقد تم انجازه في 49 مليون ساعة عمل دون إهدار يوم عمل واحد.
انجزت أرامكو السعودية مشروع حرض العملاق قبل موعده المقرر وبأقل من الميزانية، ويعود ذلك في جزء منه إلى اتباع أساليب ابتكارية في شراء المواد على النحو التالي:
تم اتباع طريقة الشراء المسبق لمعدات بعينها لاختصار شهور عديدة من وقت الشراء، فقد جرت العادة على قيام المقاولين باختيار التجار الذين يقومون بتوريد المعدات عالية القيمة، غير انه في هذا المشروع، قامت أرامكو السعودية باختيار التجار واتفقت معهم على السعر وتاريخ التسليم للمعدات الضرورية قبل طرح المقاولات للمنافسة مما أتاح للمشروع فرصة البدء مبكراً في تأمين المعدات الضرورية. وقد سمح للتجار بالبدء في الأعمال الهندسية التفصيلية الخاصة بالمعدات، وقام مقاولو التصميم النهائي والانشاءات بحساب هذه التكاليف في عطاءاتهم. ومن بين المعدات التي تم شراؤها بهذه الطريقة، على سبيل المثال، ضواغط الغاز ونواقل الحركة والمفاتيح والمحولات الكهربائية وضواغط الهواء.
قامت أرامكو السعودية بالدعوة إلى تقديم العروض وتقويم المقدم منها، كما قامت باختيار التاجر الذي سيقوم بتوريد أنظمة مراقبة المعالجة في المشروع، وقد أتاح ذلك للمقاولين اختيار الكميات الخاصة بهم من هذه الأنظمة بشروط وأسعار موحدة وتحقيق وفر كبير في الوقت والجهد الهندسي. وقد سبق لأرامكو السعودية اختيار معدات تزيد قيمتها على نحو 218 مليون ريال سعودي بطريقة الشراء المسبق هذه.
ارسل المهندسون إلى كل تجار المواد تقريباً، بصرف النظر عن قيمة المعدات أو موقعها لحل المشاكل الفنية في حينها. كما تم شحن المواد جواً وبراً بدلاً من الشحن البحري وتقسيم بعض الشحنات لضمان سرعة تسليمها.
أدى توحيد المواصفات والمقاييس الخاصة ببعض المعدات المستخدمة في المعمل إلى توفير الوقت والمال، حيث يسمح هذا التوحيد للمصنعين بإنتاج هذه المعدات على نطاق واسع، كما يسمح لأرامكو السعودية بتحقيق وفر من خلال الحد من مخزون قطع الغيار كما ان توحيد المواصفات للمعدات يساعد في عملية التدريب للمشغلين لهذه المعدات ويسهم في كفاءة التدريب وكذلك في عملية الصيانة.
إنتاج معمل الغاز
يعد معمل الغاز في حرض هو ثاني معمل تخصصه أرامكو السعودية لمعالجة الغاز غير المصاحب فقط، ويعني به الغاز المنتج من مكامن الغاز وليس الغاز المصاحب للزيت كمنتج ثانوي.
يستطيع معمل الغاز في حرض معالجة 1.6 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من الغاز الحلو والمر (يقصد بالغاز الحلو الغاز المحتوي على نسبة منخفضة من الكبريت، فيما يقصد بالغاز المر الغاز المحتوي على نسبة عالية منه). تقوم 87 بئراً تديرها أرامكو السعودية بتغذية معمل الغاز في حرض. المعمل مصمم لتسليم 1.5 بليون قدم مكعبة قياسية في اليوم من غاز البيع إلى شبكة الغاز الرئيسية في المملكة، التي تقوم بدورها بتوفير الوقود واللقيم للمنشآت الصناعية في جميع أنحاء المملكة كما توفر وظائف للسعوديين.
يستطيع معمل الغاز في حرض انتاج 170 ألف برميل في اليوم من المكثفات ترسل إلى معامل بقيق للمعالجة.
بإزالة الكبريت من الغاز، يستطيع معمل غاز حرض انتاج 90طناً في اليوم من الكبريت يتم تكويرها بغرض التصدير في مرافق أخرى تابعة لأرامكو السعودية.
إنتاج معمل فرز الغاز
من الزيت رقم 2
يستطيع معمل فرز الغاز من الزيت مناولة 300 ألف برميل في اليوم من الزيت الخام.
يحتوي معمل فرز الغاز من الزيت كذلك على مرفق لتجميع الغاز بطاقة تزيد على 130 مليون قدم مكعبة قياسية.
مساندة المعمل
لمساندة أعمال معمل الغاز في حرض ومعمل فرز الغاز من الزيت رقم 2، قامت أرامكو السعودية ببناء حي سكني يتسع لألف شخص مع مرافق المساندة اللازمة.
استطاعت أرامكو السعودية تحقيق مستوى عال من السعودة في معمل الغاز ومعمل الفرز رقم 2 في حرض، حيث ان جميع الموظفين هناك هم تقريباً من السعوديين.
يتكون مجمع الصيانة الرئيسي من مكتب وورشة بمساحة 32 ألف متر مربع. تم تزويد المعمل بمهبط للطائرات طوله 8.000 قدم، يمكنه استيعاب الطائرات من طراز بوينج 737، كما يستطيع العمل على مدار الساعة. على الرغم من موقعها الجغرافي النائي، فقد تم وصل مرافق حرض بالكامل بوسائل الاتصالات العالمية فائقة السرعة والتي تتكون من المرافق التالية:
مقسم هاتف سعة 2.500 خط.
إمكانية الاتصال المرئي عن بعد (بالفيديو).
شبكات بيانات تتسع لأكثر من 470 مستخدماً.
نظام للاتصال اللاسلكي أرض - جو.
كابل ألياف بصرية طوله 306 كيلومترات.
خمسة أبراج للاتصالات الآلية
مقسم هاتف سعة 2.500خط.